إذا كنت تعتقد أن عمليات التجميل تقتصر على البشر فأنت مخطئ، المنازل أيضا تخضع لعميات تجميل وإصلاح حتى أنك ستشعر بالحيرة الكبيرة وأنت ترى صورة ما قبل وما بعد.
اليوم سنستمتع بمراحل الإصلاح التي مر بها إحدى المنازل شديدة القدم بإسبانيا والذي كان في حالة يرثى لها ليتحول بذلك إلى منزل لؤلؤي من فرط الجمال واستخدام اللون الأبيض في طلاءه. ما يميز عملية الإصلاح هذه أن المصمم سعى للحفاظ على شخصية المنزل القديمة رغم التجديدات، فمثلا حافظ على خشب النوافذ القديمة والأرضيات العتيقة المزركشة بينما مالت بقاي التجديدات للنمط التبسيطي في التصميم. تجول بين الصور بالأسفل لتشاهد كم التغير الذي طال هذا المنزل العتيق.
أنت الآن في طريقك إلى المطبخ، ورغم التصميم القديم للمنزل إلا أن المطبخ قبل التجديد كان مفتوحا على ممر واسع أشبه بغرفة طعام صغيرة. يتضح ذلك من خلال النوافذ المتجاورة لتوفير تهوية جيدة للمكان حتى لا تملأ روائح الطعام المكان.
برز جمال الأرضيات المزركشة بعد تلميعها وطلاء الحوائط باللون الأبيض، تم إصلاح خشب النوافذ مع الحفاظ على تصميمه، وجمال الزهور المفرغة به. تصميم طاولة الطعام في المنتصف شديد البساطة والأناقة في نفس الوقت، سطح أبيض أملس وشديد النعومة على أرجل خشبية بلونها الطبيعة وكأنها قطعت للتو من إحدى الأشجار، كل هذا يحقق توازنا رائعا في ألوان المكان.
في الصورة يتضح العمل على نظام التهوية المركزية ونظام الإضاءة بالسقف، ارتفاع السقف العالي ساعد كثيرا على تنفيذ الفكرة دون الإخلال برحابة المكان.
رغم بساطة المساحة إلا أنني أود كثيرا لو قمت بإعداد وجبة لذيذة بمطبخ كهذا، ضوء الشمس الطبيعي يصل لكل زاوية بالمكان، الأمر الذي سيفر كثيرا من استهلاك الطاقة لعدم الحاجة للإضاءة طوال فترة النهار.
خزانات المطبخ جاءت بدون مقابض، وهى من أكثر السمات التي تميز الطراز المانيمالي أو التبسيطي في التصميم، في الوقت نفسه عدم وجود مقابض سيزيد من المساحة المتاحة ولن يعيق الحركة داخل الممر بين الموقد وحوض الأواني.
الجانب الآخر من المطبخ يظهر فيه الخزائن المثبتة بالحائط للحفاظ على براح المكان واتساع، كما تظهر أجهزة المطبخ الحديثة مثل المايكرويف والفرن الكهربي.
أعمال الإصلاحات على قدم وساق، يظهر في الصورة العمل على إعادة طلاء النوافذ الخشبية مع الحفاظ على لونها الطبيعي
تصميم باب غرفة المعيشة مثالي حيث نجح في فصل القطاعين عن بعضهما، لكنه ليس فصلا تاما بسبب الباب الزجاجي ذو الإطارات السوداء، النافذة الطولية بجوار الباب ايضا ساعدت على سهولة التواصل بين من في المطبخ وغرفة المعيشة.
زاوية أخرى لغرفة المعيشة، الطلاء الأبيض الناصع للغرفة مع الأرضية اللامعة عكسا الكثير من ضوء الشمس القوي داخل المكان، لو تأملت غرفة المعيشة من الزوايا المختلفة ستجد أن الإضاءة بالغرفة تقتصر على الوحدات أعلى الرفوف المعلقة، معتمدا على الضوء الطبيعي الذي يدخل للغرفة سواء من الشرفة أو من نوافذ المطبخ الكثيرة.
تشتهر المنازل القديمة بالممرات الطويلة، لكن يعيب هذا الممر هو أنه طويل وضيق ومظلم، لذا احتاج المكان لتأسيس نظام إضاءة مخصوص ليظهر جمال وأناقة الممر.
نصاعة الطلاء الأبيض مع الإضاءة التي تأطر السقف جعلها من المكان ممرا أنيقا ومشرقا للغاية.
وصلنا لغرفة النوم لنجد أن الغرفة باهتة للغاية، حتى لون الطلاء قد عفى عليه الزمن..تعال لنرى كيف تغير المشهد هنا.
على عكس المساحة الواسعة لغرفة المعيشة، جاءت غرفة النوم على مساحة محدودة نسبيا، لذا كان اللون الأبيض مثاليا هنا وليحافظ على الأسلوب التبسيطي الذي يطغى على تجديدات المنزل. أبقى المصمم على الرف داخل الجدار حيث يمكن استخدامه لتخزين الكتب أو حتى لتخزين أدوات التجميل مع وضع مرآه أعلاه. أنا خزانة الملابس فقد تم تركيب وحدة داخل الحائط بأبواب جرارة من النظرة الأولى لها ستعتقد أنها جدار عادي.
زاوية أخرى لغرفة النوم يظهر فيا الباب الخشبي القبابي العتيق الذي يحافظ على قدم وعراقة المنزل، كما يظهر من هذه الزاوية وحدات الإضاءة التي تم تركيبها أعلى خزانة الملابس لتملأ الغرفة إشراقا بتلك الإضاءة القوية.
أعيد تصميم الحمام بالكامل لتوفير الراحة والعملية لقاطني المنزل، لذا فتم التخلص من كل أثاثات الحمام القديم تماما
تصميم الحمام الجديد جاء مزيجا بين الأسلوب العصري والريفي في التصميم، خاصة مع استخدام حوائط الطوب على طول جدران الحمام والخزانة الخشبية أسفل الحوض، أما العصرية ظهرت في الفاصل الزجاجي بين منطقة الاستحمام والحوض والأكسسوارات المعدنية الفضية أبرزها شماعة الفوط.
