جولة هوميفاي اليوم في منزل فخم و راقي مزدحم بالتفاصيل الجميلة ، و به العديد من الأفكار التي يمكن أن تضيء لنا العديد من الاقتباسات خصوصاً في الغرف الرسمية المستعدة لاستقبال الضيوف، ذلك المنزل من تصميم TARIMAS DE AUTOR المتخصص في التصميم الداخلي في العاصمة الإسبانية مدريد حيث الأصالة في الديكور و الغنى في التفاصيل و الاهتمام بالإكسسوارات و العناصر المكملة للجانب الجمالي و حسن استغلال المساحات بمهارة فائقة .
أهم ما يميز هذا المنزل هو التطبيقات المستمدة من اللون الذهبي الجميل سواء في المفروشات أو الحلى بالأثاث أو حتى الأباجورات و الأضواء ، كل شيء في المنزل يميل بين الأبيض و الذهبي برشاقة كبيرة نتمنى أن تستمتعوا بها مثلما امتعتنا ..
في البداية فإن تلك المقدمة هامة لمعرفة التوجه العام للتصميم الذي يأخذ الطراز العصري تارة و يعتمد على بعض الكلاسيكيات تارة أخرى خصوصاً في الإكسسوارات و الأثاث و المفروشات و أغطية الأرضيات، ذلك المزيج هو ما يصنع لنا ذلك الغنى في التفاصيل الذي يطرب عيوننا الآن، لو دققنا في ذلك النموذج المأخوذ من إحدى أركان غرفة المعيشة سنلاحظ ذلك بدقة حيث الإكسسوارات و الأواني القريبة من الطراز الشرقي المغاربي القريب من أسبانيا جغرافيا و يظهر مدى التأثر به في التصميم، و كذلك في اللوحة الرائعة الموضوعة في مجال الجلسة الفردية التي ستزيد من شعورنا بالراحة و الاستجمام
و هذا تدليل آخر على أهمية التنوع في الأثاث و في الإكسسوارات مثل الشمعدان و الشموع و الحداثة الظاهرة في اللوحة الجميلة أعلاها ، الأرضيات تعتبر من أقل العناصر التي يمكن التوقف عندها بسبب تعميم الخشب الباركية في معظم الأرضيات دون فكرة جديدة و لكن تم الاعتماد عليها لتتوازن مع كل هذه التفاصيل
السفرة من أروع ما يمكن و متماشية للغاية مع المساحة حيث شكلها الدائري و مقاعدها المتماشية معها، الشكل العام للسفرة يتجه للشاعرية أكثر بفضل الأباجورات و النباتات الرقيقة التي تزينها
لاحظ شكل السفرة عن قرب و كيف تم دمج اللون الذهبي فيها كعلامة مميزة لشخصية الديكور في المنزل بأكمله كما نوهنا من قبل، الفراغات التي أحدثت فيها كفيلة بجعلها تحفة فنية و ليست سفرة عادية لشخصين مفعمة بالرومانسية و الجمال
من أكثر الأفكار روعة في هذه السفرة هو قابليتها لاستيعاب أكثر من مقعد لتوسيع مجال الجلسة و التحكم في أعداد الجالسين عليها فالكراسي بفضل تصميمها الفاخر يمكن أن تنفصل بسهولة في أي ركن في الغرفة دون أن تشوه المنظر بل ستكون بمثابة جلسة فردية للتأمل و الاسترخاء خصوصاً و أن الغرفة بها مساحة كبيرة من الإطلالات الخارجية على الطبيعة الساحرة بفضل الشرفة المغلقة بالزجاج التي تظهر لنا جلية من تلك الزاوية
تلك الصورة توضح لنا التكامل الرهيب في تصميم تلك الغرفة بين كل المستويات سواء المعيشة أو السفرة أو حتى الكماليات و الزخارف الموجودة على الرفوف و الحوائط، الألوان البنية الهادئة و درجاتها متواجدة بقوة كما أن الشرفات المفتوحة ساهمت في أن يكون كل التفاصيل مجرد نقطة في بحر من الضوء المشرق و لم نشعر تماماً بأي ازدحام أو ضيق
من تلك الزاوية يظهر السحر أكثر في غرفة المعيشة حيث الطاولة الكبيرة التي تصل إلى كل أركان الجلسة التي تأتي على شكل حرف L العصري، و كذلك استغلال الحائط ليبدو كالمكتبة المتكاملة عظيم و خلق توازناً في الالوان الغالب عليها البني في الأرضيات و الأثاث، كما أن الطلاء الأبيض قد ساهم في تعزيز مدى تأثير الضوء على الديكور بالإيجاب
الغرفة منفتحة تماماً على الشرفات الكبيرة في حجمها و الرائعة في إطلالتها حتى تنشر البهجة في كل الأركان حتى من الداخل مكان التقاط الصورة البعيد عنها و لكن التأثير وصل إلينا تماماً و هذا السبب هو المؤثر الاول في اختيار أن تكون الأريكة قصيرة و ليست في طريق الضوء حتى لا تحجبه عن أقصى عمق في الغرفة
المكتبة مفعمة بالحياة حيث الإكسسوارات و الأضواء و التلفاز و تعدد الالوان، التلفاز حتى و هو مغلق يعمل كالمرآة و يعكس الشاعرية الرهيبة في الأباجورات و الشمعدانات التي تقابله في جهة السفرة ، أما عن الجانب العملي فإن الخزانات المغلقة بالأسفل قد توفر الكثير من المساحة في حفظ الاغراض المتنوعة بدلاً من الوصول للفوضى و عدم الترتيب جراء انتشارها بالخارج .
الفواصل بين الغرفة الرئيسية في المنزل و بين الغرف الداخلية كان في الأبواب الخشبية المصنوعة من نفس مادة الأرضبات سواء في اللون أو النقوش، وفكرة الاعتماد على باب خشبي جرار لها ميزتين رئيسيتين هما الخصوصية التي يمكن أن نستفيد بها عند غلق الباب في مكان غرفة المعيشة و الجانب الآخر في الحس الديكوري الراقي الذي سوف يجعل من الممر تحفة فنية عند غلق الباب في وسط الحوائط البيضاء من الخارج و هي فكرة رائعة لمفاجئة الضيوف
غرفة النوم في تصميمها لم تخرج عن الشاعرية المنتشرة في أرجاء المنزل بأكمله سواء في الأضواء أو في وجود اللون الذهبي أو في دخول اللون الأرجواني للتغيير عن السائد قدر الإمكان ، الحوائط المصممة من ورق الحائط الداكن و المزخرفة بالنقوش الهادئة كان لها أثر كبير في ظهور التأثير القوي للضوء بهذا الشكل الرائع
تصميم الحمام هاديء و رائع و يعتبر المكان الوحيد الذي لم يدخل فيه اللون الذهبي في أي من مكوناته البصرية و بالعكس تم الاعتماد على عناصر عصرية و حداثية بامتياز مثل المرايات الكبيرة و الرفوف البيضاء و الأدوات الصحية صغيرة مع تقوية عنصر الضوء الذي جاء باللون الأبيض للتغلب على صغر المساحة التي كان يعاني منها الحمام
